في تحول جديد في المشهد التجاري العالمي، وجه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنظاره نحو الاتحاد الأوروبي، بعد الإعلان عن التوصل إلى اتفاق تجاري مبدئي مع اليابان.
ويبدو أن البيت الأبيض يسعى إلى تسريع وتيرة المفاوضات مع الشركاء الأوروبيين قبل دخول الرسوم الجمركية الجديدة حيز التنفيذ.
أوضح ترامب في تصريحات إعلامية مساء الثلاثاء أن أوروبا ستكون على جدول أعماله "غدًا"، مشيرًا إلى أن هناك أطرافًا أخرى ستدخل المفاوضات لاحقًا، دون الإفصاح عن مزيد من التفاصيل.
وتواجه واشنطن وبروكسل ضغوطًا متزايدة للتوصل إلى اتفاق قبل الأول من أغسطس/آب، وهو الموعد المحدد لسريان رسوم جمركية أمريكية بنسبة 30% على الواردات الأوروبية، وخاصة السيارات.
في المقابل، تجهّز أوروبا ردًا انتقاميًا يتضمن فرض رسوم على واردات أمريكية تُقدّر بنحو
21 مليار يورو، مع تأجيل تنفيذ الدفعة الأولى من هذه الرسوم حتى السادس من أغسطس، وسط تحضيرات لإجراءات إضافية إن لم يتم التوصل لاتفاق.
أثار الاتفاق التجاري مع اليابان تفاؤلًا واسعًا في الأوساط الاقتصادية، حيث رأى محللو "دويتشه بنك" أنه "خطوة إيجابية قد تفتح الباب لاتفاق مماثل مع الاتحاد الأوروبي".
ولفت اقتصاديون في "سيتي بنك" إلى أن تخفيض الرسوم على السيارات اليابانية دون فرض قيود على حجم الصادرات يعد تطورًا مهمًا من شأنه التأثير على موقف بروكسل في المفاوضات المقبلة.
وبحسب التقارير، فإن الاتفاق الأمريكي الياباني حدد رسومًا أساسية بنسبة 15%، وهو ما يمثل خفضًا كبيرًا عن المعدلات السابقة التي وصلت إلى 25%.
من أبرز النقاط الخلافية في المحادثات بين واشنطن وبروكسل هو قطاع السيارات، الذي يمثل أحد أعمدة التصدير الأوروبية نحو السوق الأمريكية.
وتسعى الدول الأوروبية للحصول على إعفاءات أو تخفيضات جمركية على هذا القطاع، خاصة في ظل مساهمة شركات السيارات في اقتصاديات مثل ألمانيا وفرنسا وإيطاليا.
وقد انعكست هذه التطورات بشكل إيجابي على الأسواق الأوروبية، حيث ارتفع مؤشر "ستوكس 600" بنسبة 1% صباح الأربعاء، فيما قفز قطاع السيارات الأوروبي بنسبة 3.5%.
بينما تتصاعد وتيرة الأحداث التجارية، يجري قادة الاتحاد الأوروبي زيارات دبلوماسية إلى آسيا. فقد وصلت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين ورئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا إلى اليابان، استعدادًا لحضور قمة الاتحاد الأوروبي – الصين المقررة الخميس، والتي يُتوقع أن تتناول ملفات التجارة بشكل رئيسي.
وبالتزامن، كشف مفوّض التجارة الأوروبي ماروس شيفتشوفيتش عن إجراء مكالمة مصورة مع وزير التجارة الصيني وانغ وينتاو، دون الكشف عن تفاصيل، ما يعكس اهتمامًا أوروبيًا متزايدًا بموازنة العلاقات مع الولايات المتحدة والصين في آنٍ واحد.
في ظل هذه التطورات، يبقى السؤال الأبرز: هل تنجح بروكسل وواشنطن في التوصل إلى تسوية تجارية قبل انفجار أزمة رسوم جديدة؟ الخبراء يرون أن الأمر ممكن، لكنه يعتمد على تنازلات متبادلة، خاصة في ظل ضغط الأسواق العالمية والمستثمرين لتفادي المزيد من الاضطرابات.
#ترامب #الاتحاد_الأوروبي #اليابان #الحرب_التجارية #الرسوم_الجمركية #الاقتصاد_العالمي #الأسواق_العالمية #اتفاق_تجاري #صادرات_السيارات #أخبار_الولايات_المتحدة