تستعد أسواق العملات لأحد أكثر الأسابيع تأثيرًا هذا الشهر، إذ تتجه أنظار المستثمرين نحو سلسلة من البيانات الاقتصادية المحورية التي قد تعيد تشكيل مشهد السياسة النقدية عالميًا وتحديد اتجاه الدولار أمام العملات الرئيسية.
وتزداد أهمية هذا الأسبوع مع ترقب الأسواق لمؤشرات أمريكية تُعد المقياس الأهم لموقف الاحتياطي الفيدرالي قبيل اجتماع ديسمبر.
وتبدأ البيانات الحاسمة يوم الثلاثاء، مع صدور تقرير مبيعات التجزئة الأمريكية ومؤشر أسعار المنتجين عند الساعة 13:30 بتوقيت غرينتش.
وتشير التوقعات إلى تعافٍ أكبر في أسعار المنتجين، ما قد يمنح الدولار دفعة دعم جديدة إذا جاءت الأرقام أقوى من المتوقع.
أما أي ضعف في البيانات، فقد يزيد الضغوط على العملة الخضراء وسط حساسية السوق لأي مؤشرات تباطؤ اقتصادي.
وفي يوم الأربعاء 26 نوفمبر، تحتل بيانات التضخم في أستراليا الصدارة، نظرًا لتأثيرها المباشر على قرارات الفائدة للبنك الاحتياطي الأسترالي.
قراءة أعلى من المتوقع قد تمنح الدولار الأسترالي قوة ملحوظة، في حين أن تراجع التضخم قد يعيد الضغوط على العملة مع احتمالات خفض الفائدة.
وفي اليوم نفسه، ينتظر المتداولون قرار الفائدة من الاحتياطي النيوزلندي وسط توقعات بخفض جديد من 2.5% إلى 2.25%.
أي لهجة تميل للتيسير النقدي قد تدفع الدولار النيوزلندي لمزيد من الضعف أمام الدولار الأمريكي الذي يستفيد من اتساع فروق الفائدة.
أما الحدث الأهم لهذا الأسبوع، فيتمثل في صدور مؤشر الإنفاق الاستهلاكي الشخصي PCE – المقياس المفضل للفيدرالي للتضخم بالتزامن مع بيانات النمو الاقتصادي الأمريكي.
هذه القراءات قد تحدد بشكل كبير نبرة الفيدرالي لشهر ديسمبر.
نتائج قوية ستعزز هيمنة الدولار على سوق العملات، بينما أي إشارات تباطؤ قد تعيد فتح الباب أمام خفض للفائدة بوتيرة أسرع.
وتختتم البيانات يوم الجمعة مع صدور الناتج المحلي الكندي، حيث سيلعب الرقم—رغم تواضعه المتوقع عند 0.2%—دورًا مهمًا في تحديد تحركات الدولار الكندي، خاصة في ظل حساسيته لأسعار السلع وتوجهات البنك المركزي الكندي.
وبشكل عام، تعكس هذه الأحداث أن الأسواق تستعد لأسبوع مليء بالتقلبات، حيث ستمثل البيانات الأمريكية العامل الأكبر في تحديد اتجاه الدولار، وتوجيه استراتيجيات التداول في سوق الفوركس.
#الدولار #الفيدرالي #التضخم #أسواق_العملات #فوركس #اقتصاد #تحليل_فني #بيانات_اقتصادية #الفائدة #الاقتصاد_العالمي #تداول_العملات #PCE