تواصل أسعار النفط تسجيل خسائر ملحوظة وسط ضغوط قوية من وفرة المعروض العالمي وتزايد احتمالات عودة النفط الروسي إلى الأسواق في ظل تطورات محادثات السلام بين موسكو وكييف.
ومع تحوّل تركيز المستثمرين نحو مستقبل الإمدادات، اتجهت أسعار العقود الفورية للنفط للهبوط الحاد خلال تعاملات الخميس، مما أعاد المخاوف بشأن فائض النفط إلى الواجهة.
وتراجعت عقود الخام الأميركي غرب تكساس الوسيط بنسبة 2.05% لتستقر قرب 57.74 دولاراً للبرميل، بينما هبط خام برنت الفوري إلى 61.41 دولاراً للبرميل، في ظل توقعات بأن يؤدي التوصل لاتفاق سلام إلى تعزيز تدفقات النفط الروسي ورفع مستويات التخمة في السوق.
التطورات السياسية أعادت رسم مشهد الطاقة العالمي، حيث شدد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف على أن بلاده تعمل على إبرام تسوية شاملة للنزاع، وهو ما عزّز توقعات الأسواق بظهور معروض إضافي ضخم يمكن أن يضغط على الأسعار خلال الفترة المقبلة.
من جانب آخر، أصدر تقرير أكسفورد إيكونوميكس توقعات أكثر قتامة لسوق النفط، مرجحاً ارتفاع المعروض بنحو 1.6 مليون برميل يومياً في العام القادم، ليصل إلى 106 ملايين برميل يومياً.
كما توقع التقرير هبوط خام برنت إلى 58 دولاراً في 2026 ثم إلى 55 دولاراً في 2027، نتيجة فائض كبير يتجاوز مليوني برميل يومياً.وعلى الرغم من رفع وكالة الطاقة الدولية لتوقعاتها بشأن الطلب العالمي في 2026، إلا أنها قللت في الوقت ذاته من نمو الإمدادات، ما يعني استمرار المعروض الزائد عند مستويات مرتفعة، حيث قدرت فائضاً يبلغ 3.84 مليون برميل يومياً خلال العام المقبل.
وامتد الهبوط إلى منتجات الطاقة الأخرى، إذ تراجعت عقود زيت التدفئة إلى 2.24 دولار للجالون، وانخفضت عقود البنزين بنسبة 0.58%، فيما هبط الغاز الطبيعي بنحو 2.37%.
وتكشف هذه التحركات عن حالة عدم يقين واسعة داخل الأسواق، مع استمرار مزيج من العوامل الجيوسياسية والاقتصادية في الضغط على مشهد الطاقة العالمي.
ومع استمرار محادثات السلام وتباين توقعات المؤسسات الدولية بشأن الطلب والإمدادات، يظل اتجاه النفط مرتبطاً بمعادلة معقدة تجمع بين التطورات الجيوسياسية، وسياسات أوبك+، ومستقبل الاقتصاد العالمي، وهي جميعها عناصر ستحدد مسار الأسعار في السنوات المقبلة.
#النفط #أسعار_النفط #خام_برنت #اقتصاد #الأسواق_العالمية #الطاقة #فائض_المعروض #النفط_الروسي #توقعات_النفط #أوبك #الغاز_الطبيعي #التداول #الفوركس